عندما يفقد المريض سنًا أو عدة أسنان, فإن زراعة الأسنان تعد خيا راً ممتا زاً الستعادة االبتسامة والأسنان بشكل جمالي ووظيفي ُمطابق لألسنان الطبيعية بنتائج رائعة.
هناك العديد من المشكلات التي يمكن أن تسبب فشل علاج زراعة الأسنان, إحدى هذه المشاكل هي أمراض اللثة.
أمراض اللثة:
أمراض اللثة هي عدوى بكتيرية تصيب أنسجة اللثة, عندما تحدث أمراض اللثة فإنها تُضعف وتؤدي إلى التهاب أنسجة
المحيطة والموجودة تحت اللثة, هناك ثلاث مراحل لأمراض اللثة:
1 .التهاب غشاء اللثة
2 .التهاب اللثة
3 .التهاب داعم السن المتقدم.
ومع ذلك فمن الممكن أن يكون المريض مصابًا بأمراض اللثة وليس لديه أي عالمات أو أعراض تحذيرية.
كيف تؤثر أمراض اللثة على عملية زراعة الأسنان:
من المهم ممارسة عادات صحية للأسنان، ولكن زيارة الطبيب الجراح المختص بشكل دوري مرتين في السنة على الأقل تُعتبر بالأهمية ذاتها, حيث كُلما تم اكتشاف المرض ُمبكًرا كانت هناك فرصة أفضل لمكافحته بسرعة وإيقاف النتائج السلبية مثل انحسار اللثة أو ما هو أسوأ فقدان الأسنان المزروعة.
يحدث فقدان الأسنان المزروعة أو الطبيعية نتيجة التلف الشديد لألنسجة الرخوة باللثة, هذا النقص في الأنسجة الرخوة الصحيّة يسمح للبكتيريا بالانتقال إلى عمق فم المريض, وتدمير العظام التي تدعم أسنان المريض, ومع ذلك فإن فقدان السن بسبب أمراض اللثة يعتبر أسوأ سيناريو.
في المراحل الأولى من مرض اللثة, تتهيج لثة المريض ويتغير لونها, وفي مراحل لاحقة من أمراض اللثة قد تنحسر أنسجة اللثة وتكشف المزيد من البنية الجذرية لأسنان المريض, بالإضافة إلى ذلك قد تنفك أسنان المريض وتتحرك بعيدًا عن وضعها الأصلي, و من الممكن أن يفقد المريض الأسنان نتيجة مرض اللثة المتقدم، وانتشار العدوى من أنسجة اللثة إلى أجزاء أخرى من الفم مثل عظم الفك.
كيف يؤثر مرض اللثة على زراعة الأسنان المزروعة حديثًا:
إذا خضع المريض مؤخراً لعملية جراحية في الفم لزراعة الأسنان، فسيحتاج إلى القيام بمنع حدوث أمراض اللثة, يمكن أن
تؤدي أمراض اللثة إلى فشل الزرع، خاصة في الأشهر الأولى من الشفاء.
خلال الأشهر الأولى من التعافي بعد عملية زراعة الأسنان, يجب أن تندمج زراعة الأسنان مع عظم الفك وتُعرف العملية
باسم الاندماج العظمي. وعند اكتمال الاندماج العظمي ستكون زراعة الأسنان لدى الشخص قوية وناجحة بما يكفي لدعم غرسات الأسنان.
إذا لم تؤد أمراض اللثة إلى فشل كامل للزرع, فقد تؤدي إلى إطالة فترات الشفاء أو تأخير العلاج أو الحاجة إلى إجراءات
تصحيحية لمنع فشل الزرع.
كيف تؤثر أمراض اللثة على زراعة األسنان التي مضى عليها زمن طويل؟
إذا خضع المريض لزراعة الأسنان منذ فترة طويلة وتعرض لأمراض اللثة, لن تنتشر العدوى إلى غرسات الأسنان بحد
ذاتها، لكنها قد تسبب مشاكل لعظام الفك وأي أسنان متبقية ولأنسجة اللثة بشكل عام.
إذا انتشرت العدوى فقد يكون لها تأثير سلبي على جودة الزرع بشكل عام, يمكن أن يؤدي فقدان أنسجة اللثة من حول زراعة الأسنان إلى مشاكل في الثبات أيضاً.
هل يمكن للمريض الحصول على غرسة إذا كان ي عاني من أمراض اللثة؟
الجواب البسيط هو لا, المريض بحاجة إلى لثة صحيّة وقوية لإجراء زراعة الأسنان, فإن أمراض اللثة تُضعف العظام, لذلك حتى بعد علاج المريض وزوال الالتهاب, قد لا تكون أنسجة اللثة وعظام الفك قوية بما يكفي لدعم الغرسة, فيقوم الطبيب بترقيع العظام, حيث مع إجراء الزرع يجب أن يكون عظم الفك سميكًا وعريضاً بما يكفي لدعم الغرسة بأمان, يجب أيضاً أن تحيط أنسجة اللثة بالزرع بالكامل والترميم النهائي.
ما الذي يسبب التهاب اللثة بعد زراعة الأسنان؟
يُعرف أيضاً باسم التهاب الغشاء المخاطي حول الزرع، ويحدث التهاب اللثة المزروع بنفس الطريقة التي يحدث بها التهاب اللثة حول السن الطبيعي, في كلتا الحالتين تتراكم لويحات بكتيرية على طول خط اللثة ويمكن أن تؤثر على الأنسجة المحيطة بعمود التيتانيوم.
ماذا يحدث إذا أصيب المريض بأمراض اللثة بعد الزرع؟
بمجرد حصول المريض على الغرسة, ال يختفي خطر الإصابة بأمراض اللثة بدون رعاية مناسبة, يمكن أن تصاب اللثة بالتهاب ما حول الزرع وهو شكل آخر من أمراض اللثة.
يحدث التهاب محيط اللثة حول الزرعة عندما تتراكم البكتيريا, وتؤثر على أنسجة اللثة والعظام حول زراعة الأسنان. تشمل
الأعراض:
1 .نزيف في الفم.
2 .رائحة الفم الكريهة.
3 .في أسوأ حاالته يمكن أن يتسبب التهاب ما حول الزرع في فشل الزرع وسقوطه تما ًما.
ما هو القاسم المشترك بين أمراض اللثة وزراعة الأسنان؟
1 .يمكن أن تؤدي أمراض اللثة إلى فقدان الأسنان المزروعة.
2 .زراعة الأسنان هي إجراء لتعويض الأسنان المفقودة والمريض بحاجة إلى لثة صحية لوضع الغرسة فيها.
3 .يمكن أن يصاب المريض بأمراض اللثة حتى بعد زراعة الأسنان.
4 .يمكن أن تتسبب أمراض اللثة في فشل زراعة الأسنان.
هل تختفي أمراض اللثة بعد خلع السن؟
إذا كان فقدان الأسنان أمراً لا مفر منه فغالبًا ما تكون أفضل خطوة هي خلعه, ومع ذلك فإن أمراض اللثة لن تختفي بمجرد فقدان السن أو إزالته، فسوف تستمر حالة الالتهاب في النمو والانتشار, مما قد يتسبب في فقدان المزيد من الأسنان.
أهمية فحوصات وتنظيف األسنان بعد الزراعة:
يحدث التهاب اللثة وأمراض اللثة بشكل متكرر في المرضى الذين ال يلتزمون بفحوصاتهم الدورية عند طبيبهم الجراح المختص ولا يقومون بتنظيف الأسنان بشكل مستمر. لا تساعد هذه الإجراءات الوقائية الطبيب على مراقبة صحة الفم بشكل عام فحسب، بل تحافظ أيضا على مستويات بكتيريا الفم عند مستوى آمن.
نصائح للوقاية من أمراض اللثة:
لمنع حدوث أمراض اللثة يوجد بعض التدابير الوقائية البسيطة:
1 .تجنب التدخين أو استخدم أي من منتجات التبغ.
2 .الاهتمام بنظافة الأسنان وتفريشها بعد كل وجبة.
3 .استخدام الخيط الطبي مرة واحدة يوميًا على الأقل (يُفضل بعد كل وجبة)
4 .زيارة طبيب الأسنان الجراح المختص مرتين في السنة لإجراء فحوصات منتظمة.
يمكن أن يحدث التهاب اللثة حول زراعة الأسنان مثل حدوثه حول الأسنان الطبيعية, تشير الأبحاث الحديثة إلى أن التهاب
اللثة حول الغرسة قد يكون من الصعب عكسه بمرور الوقت, لذلك من المهم تحديد التهاب اللثة في وقت مبكر حتى يمكن إجراء عالجات فعالة للقضاء على لويحات البكتيريا المسببة للعدوى.
علاج التهاب اللثة بعد زراعة الأسنان:
1 .هناك العديد من العلاجات المختلفة ألمراض اللثة, عادة ما يتم إعطاء المرضى غسول خاص أو أدوية مطهرة تساعد في السيطرة على البكتيريا في الفم, ويمكن أي ًضا اعتبار أدوية المضادات الحيوية لعلاج أمراض اللثة المتقدمة بشكل خاص.
2 .بمجرد معالجة العدوى يوصى بإجراء جراحة التطعيم لإعادة بناء خط اللثة واستعادة أي أنسجة لثة كانت غير سليمة.
3 .يمكن للمرضى الذين يعانون من التهاب حول زراعة الأسنان الاستفادة من تنظيف أسنانهم عند الطبيب حيث يقوم بعناية المنطقة المزروعة ويزيل رواسب اللويحات البكتيرية, ويقوم بذلك من خلال استخدام أدوات يدوية خاصة مصنوعة من التيتانيوم, في هذه العملية للتأكد من عدم تلف الغرسة بأي شكل من الأشكال.
4 .يمكن أيضا استخدام العلاج بالمضادات الحيوية وفق لتعليمات الطبيب و حسب حالة اللثة عند المريض, يمكن وصف المضادات الحيوية عن طريق الفم.
5 .يشمل العلاج الشائع الآخر استخدام الكلورهيكسيدين، وهو وصفة طبية لشطف الفم بمضاد للبكتيريا, يجب استخدام الكلورهيكسيدين حسب توجيهات طبيب الأسنان الجراح المختص للحفاظ على منطقة اللثة التي تمت فيها الزراعة نظيفة وخالية من الملوثات.
6 .التنظيف العميق: يستخدم التنظيف العميق بجهاز تنظيف بالموجات فوق الصوتية لإزالة اللويحات البكتيرية من أسنان المريض, وتنظيف ما تحت خط اللثة, ويتضمن هذا الإجراء أيضا تنعيم الأسطح الخشنة للأسنان والجذور للمساعدة في تحفيز اللثة على الالتصاق بأسنان المريض المزروعة.
7 .العلاج المسبق هو المفتاح الأساسي: كما هو الحال مع معظم مشاكل صحة الفم، يلعب الاكتشاف المبكر دورا مهما في علاج التهاب اللثة التي خضعت لزراعة الأسنان, إذا تركت دون علاج يمكن أن يتطور التهاب الغشاء المخاطي حول الزرعة إلى التهاب محيط الغرسة, وعندما يحدث هذا تتضرر الأنسجة الصلبة والرخوة المحيطة بزراعة الأسنان, يمكن أن تتشكل الجيوب حول دعامة التيتانيوم لأن العدوى تسبب تدهور عظم الفك، مما يؤدي إلى عملية زرع فضفاضة, بمجرد وصول الحالة إلى هذه النقطة، سيكون التدخل الجراحي مطلوبًا مباشرةً, يمكن إكمال إجراء تطعيم العظام في محاولة لتثبيت الغرسة, ومع ذلك إذا لم ينجح هذا العلاج فسيلزم إزالة الغرسة، وسيتعين إجراء عدة أشهر من الشفاء قبل وضع غرسة أخرى.
إذا لاحظ المريض احمرارا أو التهابًا أو ألماً حول زراعة الأسنان, يجب إعلام الطبيب الجراح مباشرة, كأفضل فرصة للحفاظ على الأسنان المزروعة لتحقيق نتيجة ناجحة وابتسامة صحية طويلة الأمد.
يعمل الطبيب حمدي العوضي في مركزه وفريقه على تغيير فكرة ما يعنيه تلقي رعاية أسنان عالية الجودة وعلاجات عالية المستوى فقط, بل يتبع الجراح المختص حمدي نهجا وقائيًا من خلال العقامة المطلقة بالأجهزة والأدوات ومواكبة التطور التكنولوجي الطبي في تجنب أمراض اللثة من لحظة البدء بإجراء زراعة الأسنان.