كم تبلغ مدة زراعة الأسنان؟
زراعة الأسنان الحل الطبي المعتمد عالميًّا الذي ينصح به أطباء الأسنان لتعويض فقد الاسنان, حيث تحل الغرسات محل الأسنان المفقودة لفترة طويلة, ويختلف طول العلاج حسب نوع إجراء الزرع, عدد الغرسات الموضوعة, موقعها في الفم, وما إذا كان التطعيم العظمي وترقيع العظام مطلوبًا حيث يمكن أن يؤثر أيضًا على المدة التي يمكن أن يستغرقها العلاج.
يمكن أن يعتمد الإطار الزمني لتركيب الأسنان المزروعة والاستبدال على العديد من العوامل المختلفة, قد يستغرق وضع غرسة واحدة حوالي نصف ساعة او اقل، ومن الطبيعي أن تستغرق عدة غرسات وقتًا أطول, ولكن من المهم أن يعلم المريض أن العملية برمتها من البداية إلى النهاية يمكن أن تستغرق عدة أشهر, والأهم من هذا كله أن المريض يخضع فقط لعدة أشهر لفترة علاج ويكسب ضحكته الجميلة مدى العمر.
من المعروف أن زراعة الأسنان قد تستغرق وقتًا أطول إذا تم خلع السن بسبب عدوى في الجذر أو اللثة. قد ينتظر طبيب الأسنان الجراح المختص بضعة أشهر بعد خلع السن, وذلك للسماح للعدوى بأن تنتهي تمامًا و قبل وضع الغرسة, أيضًا إذا كانت حالة المريض تستوجب حاجة إلى بناء عظام الفك لديه قبل تركيب الغرسات، فستحتاج عملية زراعة الأسنان إلى ترقيع العظام بالبداية, مما سيزيد من طول الوقت الذي سيستغرقه العلاج, وهذا كله يصبّ في مصلحة المريض لنجاح عملية الزرع بشكل مؤكد.
الجداول الزمنية ترتبط بالمراحل التي تقوم عليها زراعة الأسنان:
- عادة ما تكون عملية زراعة الأسنان تتكون من خطوتين, بعد أي علاج تحضيري يقوم على الاستخراج أو تطعيم العظام، بالبداية يتم وضع زرعة التيتانيوم النقي في موقع الاستخلاص الجديد أو الملتئم.
- حيث ستعمل هذه الزرعة على أنها جذر سن جديد للمريض, ويتم بعد ذلك تغطية دعامة الغرسة وإخفائها بالكامل تحت طبقة من اللثة, وبعد حوالي أربعة عشر يومًا تُزال الغرسات أو تذوب من تلقاء نفسها.
- ويوجد طريقة بديلة وهي أن يقوم الطبيب الجراح بإرفاق دعامة تساعد في الشفاء بالغرسة, ويتم غلق اللثة حولها.
- هذا يجعل من تشكل اللثة مرحلة تتم أثناء مرحلة الشفاء, ويتجنب المريض الحاجة إلى موعد جراحي آخر لاحقًا للاطمئنان على الغرسة, ومن ثم يتم تنفيذ إجراءات الزرع اللاحقة دون الحاجة إلى تخدير موضعي.
- يوجد الكثير من الحالات المباشرة، يرغب العديد من أطباء الأسنان الجراحين في ترك اللثة للشفاء والاندماج العظمي مع عظم الفك، قبل تركيب الأسنان المزروعة الدائمة, عادة ما تكون هناك فترة شفاء تستمر من ستة أسابيع إلى ستة أشهر. عادةً ما يستغرق الفك العلوي وقتًا أطول قليلاً بسبب العظام اللينة, يمكن أن تكون عظام الفك السفلي أكثر كثافة، مما يسرّع العملية.
- يحتاج المريض أيضًا إلى القيام بعدة زيارات لطبيب الأسنان الجراح المختص خلال الأسابيع القليلة التالية لعملية الزراعة, لتعديل الأسنان المؤقتة أو أطقم الأسنان حتى يتمكّن الطبيب من مراقبة شفاء موقع الزرع عن كثب.
- في نهاية فترة الشفاء المطلوبة، إذا لم يتم وضع دعامة الشفاء أثناء الجراحة الأولية، يتم إجراء جراحي آخر, يتضمن ذلك عمل شق جديد في اللثة للكشف عن الجزء العلوي من الحشوة, في بعض الأحيان قد تكون هناك حاجة إلى مزيد من الوقت حتى تندمج الغرسة وتتكامل مع العظام, إذا تعافى الموقع جيدًا يقوم الطبيب الجراح بوضع الدعامة التي تربط السن البديل الجديد بعمود الغرسة.
في بعض الحالات لا تكون الأسنان الأولى التي يتم تركيبها على غرسات المريض هي الأسنان النهائية، ولكنها نموذج أولي للتصميم المخطط له الطبيب لحالة المريض, حيث تسمح هذه الآلية لطبيب الأسنان المختص بفحص الغرسات وتحديد متى تكون جاهزة لدعم الأسنان الدائمة التي سيضعها لاحقًا, تمنح الأسنان المؤقتة أيضًا اللثة وقتًا لتنضج حول كل زراعة ويمكن أن تساعد في جمالية الضحكة للمريض، خاصة إذا كانت الأسنان المعنية في مقدمة الفم ومرئية أثناء الضحكة بشكل واضح و ايضا لضمان صحة العضه (occlusal relation)
يتم تركيب الأسنان البديلة النهائية بشكل عام بعد ثلاثة إلى تسعة أشهر من وضع الغرسات, وهذا يسمح لطبيب الأسنان المختص من ملاءمتها بشكل صحيح لوجه المريض ومطابقة أسنانه الأخرى معها ليخرج وهو يشع بالثقة الكاملة والراحة.
مما سبق نؤكد أن مدة زراعة الأسنان تستغرق عدة أشهر بعد اللجوء لطبيب جراح مختص يملك خبرة عالية في التركيب والتعويضات ومستوى عال في الجراحة والتخطيط الفعال لزراعة أسنان لمريض وفق حاجته, ويكسب بعدها المريض عودة أسنانه البيضاء ورونق ضحكته المطلوبة, وعلى المريض الالتزام بالمواعيد المنتظمة للفحص والنظافة مهمة جدًا للحفاظ على الأسنان المزروعة وصحة اللثة بشكل خاص حول الغرسات.
ما هي عمليات الزرع التي تتم في نفس اليوم وهل يوجد ما يسمى الترميم الفوري؟
- عمليات زراعة الأسنان في نفس اليوم أو الترميم الفوري هي عندما يتم تركيب التاج أو الجسر أو طقم الأسنان فوق غرسة أو غرسات أسنان على الفور. هذا يعني أنه يمكن تزويد المريض بأسنان بديلة مباشرة في نفس اليوم.
- وحتى تتحقق هذه الآلية يجب أن يكون من الممكن ربط الأسنان بالغرسات المزروعة في نفس اليوم، من المهم أن تتمتع الغرسات بالثبات الكافي والقوة والمتانة العالية في العظم, حيث في بعض الأحيان قد يكون من الضروري خلع الأسنان والسماح للفتحات في اللثة أن تتماثل للشفاء، مع أو بدون ترقيع العظام قبل وضع الغرسات.
- عادة ما يتم تركيب العديد من الغرسات وبعد بضع ساعات, يمكن تثبيت قوس كامل من الأسنان المؤقتة أو الدائمة في مكانه. هناك حاجة لبعض الاحتياطات بعد الجراحة للسماح للزرع بالتكامل بنجاح مع عظم الفك أي حدوث اندماج عظمي قوي ومتين.
- مع العلم ليس كل المرضى مناسبين للترميم الفوري ويحتاجون لمناقشة خيار العلاج هذا مع طبيب الأسنان الجراح المختص في مرحلة التخطيط للعلاج وفقًا لحالة المريض.
- يعتمد قرار وضع الغرسة على الفور أو تأخير إدخالها على عدد من العوامل ولا تنطبق على أي قواعد محددة.
- اتباع النهج الفوري سيقلل من عدد المواعيد المطلوبة ومدة العلاج، ولكن الأهم من ذلك عادة ما يتضمن زيارة جراحية واحدة فقط, حيث تتمتع الغرسات الفورية بمزايا هائلة ولكن لا يجب استخدامها إلا إذا ظهر الوضع المثالي وحالة المريض تتناسب مع الغرس الفوري.
كيف تؤثر حاجة المريض لترقيع العظام على مدة العلاج؟
- في حال وجد الجراح المختص أن المريض بحاجة لترقيع العظام في حال أنه ليس لديه ما يكفي من العظام لدعم الغرسة وبيئة عظمية مناسبة لاحتضانها، فيقوم الطبيب الجراح ببناء العظام, و تسمى هذه العملية بتطعيم العظم وعادة ما تزيد من طول الوقت الذي سيستغرقه علاج المريض قبل زراعة الأسنان.
- يحتاج المريض إلى ترقيع العظام إذا تقلص عظم الفك لديه أو كان ضعيف, يمكن أن يحدث هذا عندما لا يكون العظم قيد الاستخدام المنتظم أو نتيجة للعدوى. تُعتب عملية ترقيع العظام عملية طبيعية, حيث يمكن أن يحدث انكماش الامتصاص عند ترك فجوة بعد فقد السن. كما يحدث مع الشيخوخة الطبيعية وتحت أطقم الأسنان التقليدية, حيث يقلل ضغط طقم الأسنان على اللثة أثناء المضغ من إمداد الدم للعظم، مما قد يزيد أيضًا من معدل فقدان العظام.
- يمكن إجراء ترقيع عظمي بسيط في نفس يوم وضع الزرع, ولكن قد يكون من الضروري توفير تطعيم العظام أولاً في مرحلة منفصلة, اعتمادًا على حجم العظم المفقود.
- بعد الطعم العظمي ينتظر المريض حوالي من أربعة إلى ستة أشهر حتى تلتئم العظام بنجاح، قبل وضع الغرسات في فك المريض، حيث من الممكن عمل أسنان مؤقتة بحيث لا يكون هناك فجوة أثناء العلاج.
- يؤمن ترقيع العظام قاعدة صلبة ومتينة لاحتضان الغرس, مما سيحسن بشكل كبير نتيجة الغرسات المضمونة. إذا كان حجم عظام الفك لدى المريض بحاجة إلى زيادة, فعادةً ما يكون الوقت الإضافي المطلوب لتحسين كميته وجودته هو عدة أشهر.
استخدام عامل النمو الغني بالبلازما (PRGF):
- لتسريع فترة الشفاء بعد وضع الغرسات، يستخدم بعض أطباء الأسنان الجراحين المختصين عامل النمو الغني بالبلازما (PRGF). هذه التقنية تُستخدم لتجديد العظام والأنسجة الرخوة باستخدام كمية صغيرة من دم المريض.
- يوضع الدم في جهاز طرد مركزي ويتم تثفيله, حيث يفصل البروتينات المسؤولة عن التئام الجرح عن بلازما الدم, ثم يتم تطبيقه على المنطقة التي يكون فيها تجديد الأنسجة ضروريًا. تعمل عوامل النمو في PRGF على تحفيز وتسريع عملية الإصلاح الطبيعية للجسم، وهذا هو السبب في أنها مفيدة في عملية الشفاء بعد القيام بالزراعة.
- يتم بالفعل استخدام PRGF بنجاح كبير للمساعدة في أوقات التعافي في العديد من المجالات الأخرى وتسريع عمليات الشفاء، بما في ذلك جراحة الوجه والفكين والقلب والجراحة الترميمية.
خيارات زراعة الأسنان الأخرى:
إذا فقد مريض إحدى أسنانه فجأة أو علم أنه على وشك أن يفقد سن من أسنانه، فقد يستطيع من استبدالها بـ زراعة الأسنان الفورية, في هذه التقنية يتم إزالة السن ووضع الغرسة على الفور في موقع الخلع.
عادة في غضون 48 ساعة قبل أن تنمو اللثة في التجويف، يقوم الطبيب الجراح المختص بوضع عمود التيتانيوم المزروع للأسنان في المكان المحدد, قبل الإجراء من المهم أن تكون هذه المنطقة خالية من العدوى وأن هناك ما يكفي من العظام, إذا يتوقف هذا الإجراء اعتمادًا على حالة عظم الفك وقوته ومتانته، يمكن تركيب سن بديل بعد فترة شفاء كافية.
مدة زراعة الأسنان | لا يمكن توقّع الزمن اللازم أي مدة زراعة الأسنان إلّا مع طبيب جراح مختص يقرأ حالة المريض بشكل كامل, ويقوم بتقدير زمن الحالة وفقًا لحاجة المريض, ومهما كان الزمن لا يتجاوز العدة أشهر, وتكون النتيجة مُرضية للمريض ويكسب أسنانه لمدى العمر بضحكته الخلابة وقدرته على تناول الطعام أيًّا كان نوعه.